السبت، 3 أغسطس 2013

هيا نعش #رمضان 4 - #26 البرزخ

هيا نعش #رمضان 4 - #26 البرزخ
---------------------------------------------------
كان عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا مر على قبر يبكي ويقول : سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : (القبر أول منازل الآخرة ، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه) [أحمد والترمذي وحسنه الألباني]. فالقبر أول دار الجزاء ، وإن العبد إذا مات فقد دخل دار

البرزخ

هي دار بين الموت والبعث ؛ تفصل بين الدنيا والآخرة . فالقبر موعدنا ، وإن العبد إذا مات فقد دخل إلى بيته الحقيقي ؛ بيت الظلمة والدود . هذه الحفرة ستكون بيتي في يومٍ من الأيام .

كيف سأنام في أول ليلة لي في هذه الغرفة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (والله ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه) [حسنه الألباني]. فإذا دخل الميت إلى حفرته وألقي عليه التراب ، تعود روحه في جسده ، فيسمع قرع النعال ، وتبدأ حياة البرزخ .
قال الله تعالى : (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) [سورة المؤمنون : 99 ــ 100].

ثم يأتيه ملكان فيسألانه ، ثم يعرض عليه مقعده إما روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار والعياذ بالله ، فيظل ينظر إلى مقعده حتى تقوم الساعة .

مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين ، فقال : (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، ثم قال : بلى ، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستبرئ من البول) [رواه البخاري ومسلم]. فالمعاصي والذنوب سبب لعذاب العبد في قبره ؛ ومنها الغيبة والنميمة والكذب وعدم الاستتار من البول وهجر القرآن وأكل الربا والزنا .

هذه الحفرة تضيق على بعض الناس حتى تختلف أضلاعهم ، وهذه القبور مليئة بالظلمة على أهلها ، ولكن ماذا ينير القبر ؟ ومن سيكون ونيسي في هذه الظلمة الموحشة ؟

إنه عملك ؛ فإن كان صالحاً ؛ صلاة وصيام وقرآن ، يأتيك وجه جميل صالح ويؤنسك ، وإن كان العمل سيئاً ؛ عقوق وترك الصلاة ، فيأتي وجه قبيح المنظر ويصير رفيق القبر . فالقبر صندوق العمل ؛ ما تغرسه في الدنيا ستجده هناك ، فأسرع وتزود من الطاعات حتى لا تأتي ساعة الندم ويأتيك الموت فجأة .

ولماذا نتذكر أهوال القبر ؟ حتى نيأس ؟ لا !
بل حتى يخاف من يؤخر صلاة الفجر عن وقتها ، ويخاف من لا يحفظ لسانه وبصره ومن يسرف في المعاصي ؛ حتى نستعد ونجد قبورنا روضة من رياض الجنة !

ماذا ستأخذ معك في هذه الحفرة ؟ أما أهلك فسيبكون عليك ثم سيعودون إلى أشغالهم ، وأما مالك فسيبقى لورثتك من بعدك ؛ سيبقى عملك معك . ادع الله في كل صلاة بالنجاة من عذاب القبر ، وحاسب نفسك كل يوم على كل طاعة ومعصية قبل أن تنام ، ولا تنم إلا على توبة .
---------------------------------------------------
* الجنة هدفي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له ، وهي : تبارك الذي بيده الملك) [رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني].

* للصائم عند فطره دعوة لا ترد :
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
---------------------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق