الخميس، 1 أغسطس 2013

هيا نعش #رمضان 4 - #24 إنهما جنتي

هيا نعش #رمضان 4 - #24 إنهما جنتي
---------------------------------------------------
تأخر رجل على أصحابه يوماً ، فسألوه : لم تأخرت ؟ فقال : كنت أتمرغ في رياض الجنة ؛ كنت تحت قدمي أمي ، ولقد بلغنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات .
فإذا كنت تريد الجنة فالوالد أوسط أبواب الجنة ؛ ورضى الله في رضى الوالد .

إنهما جنتي

فأبي وأمي هم وصية الله لي ، قال الله تعالى : (ووصينا الإنسان بوالديه حسناً) [سورة العنكبوت : 8] بل إن أعظم حق بعد حق الله عز وجل هو حق الوالدين ، قال الله تعالى : (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً) [النساء : 36].

لماذا وصى الله بهما ؟

لك أن تتصور كيف عانت الأم تلك الأشهر الطويلة ؛ لم ترتح فيها لحظة واحدة ، قال الله تعالى : (حملته أمه وهناً على وهن) [لقمان : 14] كانت إذا تحركت تألمت ، وإذا مشت تعبت ، وإذا أرادت أن تنام تعذبت ؛ فهي لا تستطيع أن تتقلب على فراشها كما كانت قبل حملها .

وبين الحين والآخر تتلقى ضربات قوية من جنينها ، كأنه يقول : أنا هنا يا أماه . تفرح بضرباته وهو لا يدعها تستريح لحظة ، فإذا هدأ عن الحركة خافت وقلقت ، فإذا تحرك فرحت واستبشرت . تنتظر هذا الضيف الجديد وتقول : كم أحبك يا صغيري ، وكم أنا مشتاقة لرؤيتك .

فإذا حل الشهر التاسع وأزفت ساعة الولادة ، فهذا بلاء وكرب ليس بعده كرب ؛ قال الله تعالى : (حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً) [سورة الأحقاف : 15]. يتسابق هو وروحها بالخروج ، فقد تسبق روحها فتموت هي . فإذا رأته نسيت كل آلامها وأخذته في أحضانها ، وتبسمت وقالت : فداك روحي يا حبيبي . ما هذا الحنان ؛ تقاسي وتتألم ثم تفرح وتبتسم .

ثم تبدأ رحلة الرعاية ، كم اعتنت بي وتجاهلت نفسها ؛ تطعمني إذا بكيت وتضحكني كي أقبل على وجبتي ، تنظفني ، تمشط لي شعري وتلبسني أجمل الثياب ، ولا تنام حتى تراني نائماً ، وإذا مرضت فتسهر الليالي كي تداويني وتدعو لي . كم ركضت خلفي ، كم راجعت لي دروسي ، وكم انتظرت عودتي من المدرسة بفارغ الصبر .

أما أبي الحبيب فهو المربي والمنفق وصاحب اليد الحنونة ، صاحب الظهر الذي يستند عليه جميع إخوتي .
أبي هو تلك الشمعة التي تحترق في كل يوم كي تنير طريقي ؛ يبذل جهده ويواجه المشقات حتى يوفر لي اللقمة الحلال والبيت السعيد ، ويؤثر على نفسه كي يرى البسمة على وجهي . كان يذهب معي إلى المدرسة ويجلس معي في اليوم الأول كي لا أبكي . كم نصحني وأرشدني ، وكم دعا لي . وإن تأخرت برفقة أصدقائي خارج المنزل فلا يرتاح حتى يتصل ويطمئن عليّ ، ولا يذوق طعم النوم ولا يغمض له جفن حتى إذا ما سمع صوت الباب نهض مسرعاً ليطمئن عليّ . وعندما أنجح في دراستي وعملي تكون فرحته أكبر من فرحتي .

سيأتي يوم وسيحتاجان لك ، فهل سترد لهما هذا الدين ؟ كيف أجرؤ على هجرهما وعقوقهما بعد كل ما قدماه لي ! لقد قاما على راحتي وخدمتي سنوات وسنوات ، أفلا يستحقا أن أكون خادماً لهما وأن أكون أحن صدر عليهما في كبرهما .
قال الله تعالى : (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً) [سورة الإسراء : 24].
---------------------------------------------------
* الجنة هدفي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم ، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم) [صحيح أخرجه السيوطي في الجامع الصغير 5443 عن أبي هريرة].

* للصائم عند فطره دعوة لا ترد :
ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
---------------------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق